في الأفق الرقمي لعام ٢٠٢٥، تبرز البيتكوين كقوة مالية صاعدة، وسط توقعات متباينة تتراوح بين قفزات هائلة في قيمتها وتحولات سياسية كبرى قد تعيد تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي.
سيناريوهات متباينة… هل تتحقق الآمال أم تُخيب التوقعات؟
تقرير صادر عن شركة “بلوكوير سوليوشنز”، وهي شركة رائدة في مجال التعدين الرقمي، يُلقي الضوء على ثلاثة سيناريوهات مستقبلية لسعر البيتكوين في عام ٢٠٢٥. السيناريو “السلبي” يتوقع ارتفاعًا متواضعًا بنسبة ٥٨٪ ليصل السعر إلى ١٥٠ ألف دولار، وهو احتمال وارد إذا لم ينفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته لإنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين.
هذا السيناريو يعكس قلقًا حقيقيًا في الأوساط الاقتصادية. جاك مالرز، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “سترايك”، صرح بأن ترامب قد يصدر أمرًا تنفيذيًا في يومه الأول في منصبه لتحديد البيتكوين كأصل احتياطي وطني.
السيناريو الأساسي: آمال وسطية بين التحديات والفرص
أما السيناريو “الأساسي”، فهو يتوقع ارتفاع البيتكوين إلى ٢٢٥ ألف دولار. هذا السيناريو يتطلب تعاونًا متوازناً بين ثلاث قوى رئيسية:
١. تبني الحكومة الأمريكية للبيتكوين كاحتياطي استراتيجي.
٢. خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة كما هو متوقع.
٣. استمرار الشركات الكبرى في دمج البيتكوين ضمن ميزانياتها.
سيناريو التفاؤل الكبير: ٤٠٠ ألف دولار… حلم أم حقيقة؟
في السيناريو “الإيجابي”، ترتفع التوقعات إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يُتوقع أن يصل سعر البيتكوين إلى ٤٠٠ ألف دولار. هذا السيناريو يعتمد على تبني الاحتياطي الفيدرالي سياسة أكثر مرونة تجاه أسعار الفائدة، وتسارع الشركات الكبرى مثل أمازون أو أبل أو تسلا في إدراج البيتكوين ضمن ميزانياتها العملاقة.
عقبات أمام الأحلام الكبرى
ولكن، كما هي الحال في السياسة والاقتصاد، لا تأتي الطموحات دون عقبات. ففي اجتماعها السنوي، رفضت شركة مايكروسوفت اقتراحًا من مساهميها لإضافة البيتكوين إلى ميزانياتها.
أما على المستوى الحكومي، فإن تقريرًا حديثًا من “غالاكسي ديجيتال” يشير إلى أن الحكومة الأمريكية من غير المرجح أن تشتري البيتكوين في عام ٢٠٢٥. رئيس الأبحاث في الشركة، أليكس ثورن، يرى أن الحكومة ستركز على إدارة المخزون الحالي للبيتكوين بدلاً من الشراء الجديد، بينما تستمر النقاشات حول سياسة احتياطي البيتكوين.
البيتكوينر يتحدث: أفق جديد… إلى أين نحن ذاهبون؟
في نهاية المطاف، تبقى البيتكوين ليست مجرد عملة رقمية، بل رمزًا للتحولات الاقتصادية الكبرى. فهل ستُحقق هذه التوقعات؟ أم أن الطريق لا يزال مليئًا بالعقبات؟ التاريخ وحده كفيل بالإجابة.